قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
محاضرة واجب المسلم نحو أسرته
4881 مشاهدة
تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها الأحبة في الله؛ إنها والله لليلة مباركة أن تجمعنا بشيخنا وعالمنا، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
أوصــافكم تجــري أحاديثهـا
مجرى النجوم الزاهرات في الأفق
كــم أحــاديث لنــا عنكـم
تسـندها الركبـان مـن طـرق
شيخنا الفاضل؛ لا يسعني أن أقول إلا ما قاله القائل:
لساني فصيح في مدحك شيخـي
لأنـي فقيـه والفقيـه مقصـر
ولكنني أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا ما علمنا منها وما لم نعلم؛ أن يجزي شيخنا على خطواته، وعلى كلماته، وعلى أنفاسه التي بذلها لله -سبحانه وتعالى- لأبناء هذه المنطقة، وغيرها في هذه البلدة المباركة. نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بعلمه، وأن يجعل هذا العلم حجة لنا لا علينا.
وإننا في هذه الليلة على موعد مع موضوع -كما سمعتم في الإعلان عنه- وهو واجب المسلم تجاه الأسرة؛ فإنه لا يخفى على الحاضرين، ولا حتى على الغائبين، واجب الأب تجاه الأسرة في هذا الزمان الذي أطلق فيه أعداء الله العنان لكل شر، ولكل وسيلة يريدون أن يستحوذوا بها على أبناء المسلمين، وصدق الله: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى فإن واجب الأب والمسلم لعل شيخنا في هذه الليلة يتحفنا به.
وأستسمح شيخي في ملاحظة لاحظتها، ولاحظها كل غيور على أبناء المسلمين في تساهل كثير من الآباء –هدانا الله وإياهم- مع أبنائهم في التربية الجادة التي يرضاها الله عز وجل ورسوله، وإني أذكر بين يدي شيخي وللحاضرين قصة لشاب من الشباب، عندما سمعتها -يعلم الله- أن القلب قد حزن، وأن العين قد دمعت؛ ولكن السؤال أين أبو هذا الشاب هل رباه على قال الله وقال رسوله؟ هل رباه على حلقات القرآن؟ خرج هذا الشاب -يا شيخ- من هذه المنطقة يريد بلاد الإباحية، ويريد البلاد التي أعلن فيها أهلها الحرب مع الله -عز وجل- وهو قبل أن يغادر هذه البلاد لقيه أحد الجيران فقال له: يا فلان إلى أين؟ قال: أريد أن أهاجر. فقال له هذا الجار: هاجر إلى المدينة هاجر إلى طيبة هاجر إلى بيت الله الحرام قال: لا، أريد بلاد الإباحية، وذهب هذا الشاب ذهب حيا وعاد ميتا. نسأل الله السلامة والعافية، وما خفي أعظم، ونترك المجال لشيخنا ليتحفنا، ويذكرنا؛ عسى الله أن يوقظنا من هذه الغفلة تجاه الأبناء والبنات، فليتفضل الشيخ ... مأجورا.